فرص التعليم العالي للسوريين تسفر عن نتائج جديرة بالثناء
فرص التعليم العالي للسوريين تسفر عن نتائج جديرة بالثناء تقع غازي عنتاب في أقصى الجنوب التركي على مقربة من الحدودد السورية. تتميّز غازي عنتاب تاريخياً بغناها الثقافي العريق و مطبخا الشهي لكن الصراع في سوريا سلّط الضوء على دور غازي عنتاب في استضافة أكثر من 400000 نازح سوري. ان هكذا عدد هائل يمكن أن يخدم […]
فرص التعليم العالي للسوريين تسفر عن نتائج جديرة بالثناء
تقع غازي عنتاب في أقصى الجنوب التركي على مقربة من الحدودد السورية. تتميّز غازي عنتاب تاريخياً بغناها الثقافي العريق و مطبخا الشهي لكن الصراع في سوريا سلّط الضوء على دور غازي عنتاب في استضافة أكثر من 400000 نازح سوري.
ان هكذا عدد هائل يمكن أن يخدم في تجانس تنوع هؤلاء الناس و تحويلهم من أفراد يّنظر لهم فقط من منظار واحد هو “اللجوء”. من خلال قدرتها كمزوّد للتعليم العالي، تعمل منظمة سبارك بشكل وثيق مع الطلّاب السوريين في غازي عنتاب و تتعلّم منهم و من قصصهم الفردية و من نجاحاتهم.
إحدى قصص نجاح سبارك هي قصة الطالب أوس العُرابي: مثل كل السوريين الذين عانوا من الصراع نزح “أوس” من سوريا إلى تركيا و كان احد الطلّاب ال 46 الذين تسجّلوا في برنامج إدارة المشاريع ضمن أّطر الصراع الحسّاس. قامت سبارك بتطوير برنامج تدريب مهني من 10 أسابيع بالتعاون مع جامعة غازي عنتاب لزيادة عدد الناشطين السوريين المهرة القادرين على الإستجابة لإعادة الإعمار في حالات الطوارئ، التنمية و إنعاش حاجات قطاعات الإقتصاد السوري المدمّرة.
عن مشاركته في هذا المقرّر يقول “أوس”: ” لقد استفدت حقّاً من كل وحدات هذا المقرّر لا سيّما مصفوفة المنطق، تحديد الإحتياجات و أدوات كتابة مقترح عن الغذاء في اللغة الإنكليزية.” سعى المقرّر لعكس تدويل الصراع و ضرورة تزويد السوريين بتطوير مهارات اللغة الإنكليزية. تمّ تدريس البرنامج بمزيج من اللغة العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مقرّرات باللغة الإنكليزية معدّلة لبرنامج إدارة المشاريع ضمن أّطر الصراع الحسّاس . سمح هذا للمشاركين بتطوير مهاراتهم التواصلية و زيادة الفرص لإيجاد عمل مع المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة من خلال الأزمة السورية.
إذا في البدء لم تستطع النجاح……
كان المستهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو القطاع الأساسي وقد أولىاهتماماً خاصاً بالزراعة لتطوير المهارات الإدارية و التقنية للطلّاب. وقد زوّد البرنامج الطلاببالمهارات الأساسية لتحليل الاحتياجات الأساسية و تصميم و تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار الأولية. قبل الانضماملهذا البرنامج، قام أوس بتقديم مقترح للأمم المتّحدة و لكنّه فشل. يقول أوس:”فشل المقترح لأنه لم يكن لدي أيّة خبرة سابقة في هذا المجال، ولم يكن مقترحي مهنياً كفاية”. مع نهاية البرنامج، عمل الطلّاب ضمن مجموعات لتطوير مقترحات لمشاريع انسانية في سوريا تغطّي قضايا حسّاسة مثل الأمن الغذائي، التعليم و المياه، الصرف الصحّي و النظافة الصحّية. عمل أوس و البعض من زملائه الطلّاب على مقترحه و قاموا بتقديمه ثانية للأمم المتّحدة بعد أسبوع من انتهاء البرنامج. قال أوس: “انذهلت الأمم المتّحدة من المقترح ووافقت على المنحة فوراً” و من ثم أضاف:”صدقاً، لم أكن لأستطيع تأمين التمويل لهذا المشروع من دون الخبرة التي اكتسبتها من خلال هذا االمقرّر”.
ماذا حصل لاحقاً؟
توظّف أوس في قسم العلاقات العامة في SDI و هي منظّمة غير حكومية تركية تعمل في الصحّة، التغذية، الأمن الغذائي و سبل المعيشة و ذلك من خلال تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا. يقول أوس: ” نعمل على تنفيذ العديد من المشاريع في مختلف المناطق في سوريا و قد ساعدني هذا البرنامج في تطوير قدراتي في تصميم المشاريع و خاصة كتابة المقترحات.” يضيف أوس” في الأساس، عملي هو كتابة المقترحات و أحياناً تصميم المشاريع و الإتّصال مع المنظّمات والمانحين و نقوم بتقديم مشاريعنا للحصول على التمويل و بناء الشراكات.وقد قمت بحضور اجتماعات مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق العلاقات الإنسانية”. إنها من مسؤوليات أوس تأمين شراكات منظّمته مع غيرها من المنظّمات الوطنية و الدولية ممّا يضمنالعمل الإنساني المنسّق و الفعّال.
سيبدأ أوس تنفيذ مشروعه في آذار في الغوطة و هي منطقة بالقرب من دمشق تمّت محاصرتها لسنوات عديدة مما أدّى الى انعدام الأمن الغذائي لسكّانها. و يهدف مشروعه إلى التصدّي لهذه الأزمة من خلال بناء حدائق للخضروات و الفواكه الطازجة و من المتوقّع استفادة أكثر من 800 أسرة من هذه المبادرة.
منذ العام 2015 تعاونت منظّمة سبارك مع جامعة غازي عنتاب لتقديم فرص التعليم للنازحين السوريين. ” إن برنامج إدارة المشاريع ضمن أُطر الصراع الحسّاس يشكّل جزء كبير من مقرّرات التعليم العالي المهني الذي تقدّمه سبارك للنازجين السوريين في تركيا.” قال دافن مولدر، المسؤول عن مشروع التعليم العالي في غازي عنتاب لدى سبارك” من ال 46 طالب الذين تسجّلوا في هذا المقرّر، فقط 38 أنهوه بنجاح و أتقنوا المهارات مثل تخطيط الموازنة، طرائق تحليل المشاكل و أدوات الرصد و التقييم.